*( أولاد المغتربين والحنكشة )*

*( أولاد المغتربين والحنكشة )*



فـي الســودان أولاد المغــتربيـن لهــم عــدة أسمــاء يطلقـهـا عليهـم بعـض الناس
ومن أبرز هذه المسميات ( طلاب الشهادة العربية ) و( الحناكيش ) وبعضهم هداهم الله يسمونهم ( المتخلفين )
لأنهم يبدون غـرباء ...
والحنكوش أعتقد أنها مفردة تعني ذلك الشخص الذي يعيش حياة سعيدة ذات رفاهية لا حدود لها ... لـم يـذق فـي حيـاتـه طعـم الشقـاء والعـذاب ولـم يصقـع بلهـيـب الشمس أو بزمهرير البرد ، ولم يتبهدل في زحمة المواصلات ومدافرة الركاب ...
ولم يأكل " الكسرة بالسخينة " ولم يشرب " الموية " من " الزيـر " .. ولم ... ولم ...
بل كان يتمتع برغـد العيش ونعمْ يحسد عليها ، حسب ما يصور لهم خيالهم .
هذا الحنكوش درس في مدارس راقية ذات الطوابق المتعـددة والمكيفات ذات ( الهمبريب ) المنعش ... يشرب المياه الصحية ويأكل الوجبات الجاهزة ... ( الهمبرجر ) و( العتود المندي ) والسمك والفروج الطازج ... بيتزا هوت ... جلكسي جواهر ...
السكن في أرقى الشقق وأجمل الأحياء ، وكل حنكوش أو حنكوشة لديه غرفة خاصة به أو بها ... تلفزيون ... كمبيرتر ... بلاي ستيشن ... و(كمان) جوال بكاميرا بأرقى المواصفات ... الجيل الثالث ...
أولاد المغتربين في السودان عملوهم شماعة وقالوا هم أهل (الحنكشة) ... وقد يوجد في السودان من غير المغتربين من تنطبق عليهمم صفة ( الحنكشة ) وخاصة الذين يعيشون عيشة هنيئة ذات رفاهية قد تكون أرقى من حياة أولاد المغتربين . وقد يوجد بين أولاد المغتربين في بعض دول المهجر من يعيش حياة متوسطة الحال ومنهم من يسكن في السطوح ومنهم من يتناول بعض الوجبات بالعدس أو الزبادي أو قراصة بزيت وسكر .. وقد يوجد بعض أولاد المغتربين بالسودان من يعيشون حياة عادية ومتواضعة ويتزاحمون مع غيرهم في المواصلات ...
نحن نعلم أن حياة أولاد المغتربين في دول المهجر وفي البيئة التي يعيشون فيها والمجتمع الذي يختلطون به من جنسيات عربية وغيرها قد يكون له أثر في التربية والأخلاق والسلوك والثقافة سلباً أو إيجاباً ..
وقد يجد الشاب أو الشابة من أبناء المغتربين أنفسهم غرباء في السودان خصوصاً لدى عودتهم من أجل الدراسة الجامعية ، أو دراسة السنوات الأخيرة من المرحلة الثانوية ... لكن هذا نتاج النشأة بعيداً عن أرض الوطن ، وبالتالي غياب الكثير من المفاهيم والعادات والتقاليد عن هذه الشريحة ( الضحية ) ، ربمـا نفـس الشـيء يمكـن أن يحـدث للمـواليـد داخـل الوطـن إذا سـاقتهـم الظـروف إلى دولـة أخـرى ، فقد يبدو أحدهم غريباً ، ومن الممكن أن تنطبق عليه صفات أسوأ من ( الحنكوش ) أو ( شهادة عربية ) .
لكن الحقيقة التي يجب إلا يختلف فيها اثنان هي .. أن هؤلاء الحناكيش .. وهذه الشهادات العربية لو قارنا فهمهم للحياة وذكائهم ومواكبتهم للتقنية ولإيقاع العصر ، وما حصلوا عليه من علوم ، خصوصاً في مجال اللغة العربية والعلوم الإسلامية لتفوقوا ــ وهم دون الثانوي ــ على فهـوم ذوي المراحل الجامعية ... فهماً واستيعاباً وتحصيلاً ... نعم تفوقوا على ذوي التخصص في مجالهم ...
لقد ظلت النظرة السالبة تلاحقهم ... كما العـيْن ( الساحرة ) التي ظلت تلاحقهم وتلاحق ذويهم وتصيبهم فيما يبهر أهل البلد الذين يفلحون في إطلاق الألقاب والنكات والمسميات ، ويطلقون أبصارهم أيضاً بلا حدود وبلا ( ما شاء الله ) .
ربما هنا يكمن مربط الفرس الذي أوجد حزاماً فاصلاً بين أبناء المغتربين وأمثالهم من بني جلدتهم ممن لم يهاجروا . التندر والسخرية ، والنظرة القاصرة ظلت تلاحق هذه الفئة ظلماً وجوراً ومن غير إنصاف ... لكن الصورة الحقيقية ليست مثالية ، إنما هي نتاج حصاد الهجرة ... والبعد عن الجذور لكنها أيضاً ليست من القتامة بالشكل الذي يروج وينتشر

اعمل حسابك يالطيب
ماتطلع لينا حنكوش هاهاهاها

مشكورة علي الموضوع يا محسية ويا احمد ما تخاف الطيب ابدا ما حنكوش والان الجاليات لها دور فعال في تعريف الابناء بالوطن والعادات السودانية والاجواء في السودان وعندم يوم مفتوح شهريا لتواصل الاسر السودانية وبياكلو في دلك اليوم عصيدة بالتقلية وملاح الروب وبيقسمو ليهم التسالي والنبق واللالوب وعندهم رابطة للمريخ والهلال يعني مواكبين معاكم
ام ايمن