فى ذكرى رحيل الاديب الطيب صالح

من طرف ronny_only الجمعة فبراير 19, 2010 10:38 am

يصادف اليوم السابع عشر من فبراير 2010 الذكرى الاولي لرحيل اديبنا الكبير الطيب صالح عبقري الرواية العربية، والذي لم يفقده السودان فحسب. بل فقده كل العالم بعد الانتشار والذيوع الكبير لرواياته المترجمة للعديد من اللغات.

{ والطيب صالح الذي رحل بجسده عنا خلد ذكراه باعماله العديدة التي شغلت الناس وكانت مثار اهتمام الكثيرين. اضحى القاصي والداني يعرف ويدرك وملم بأحداث عرس الزين ، وكذا موسم الهجرة إلى الشمال . ومن لا يعرف مريود. وبندر شاه. ودومه ود حامد.

{ الطيب صالح لم يكن دوره قاصراً في مجال الاعلام والابداع علي تأليف الروايات التي برع فيها . وانما كان مميزا عبر العديد من المقالات وعبر العديد من الدوريات والاصدارات واشهرها على الاطلاق مجلة المجلة و بابه الشهير نحو آفق بعيد.

{ الطيب صالح من النابغين في مجال الاذاعة وكانت له العديد من البرامج والاسهامات سواء هنا في ام درمان او اذاعة لندن وعمل رئيسا لقسم الدراما فيها.

{ امتاز أديبنا الكبير الطيب صالح بجمال الصوت وحلاوته وندرته وتميزه بين الكثيرين.. ولا انسى وانا صغير عندما اتابع المذياع وذلك الصوت القادم عبر اعلان الصابون الشهير حول العالم لوكس وتلك الكلمات (صابون التجميل المفضل في العالم كله) . كانت خالاتي يقلن بأنه الطيب صالح وربما يكشف هذا السر ولأول مرة.

{ عمل اديبنا الطيب صالح واسس للعديد من وزارات الاعلام خاصة في قطر وكانت له اسهاماته في السعودية وفي المغرب عبر اصيلة.. وكان له اصدقاؤه في مصر ولبنان.

{ اذكر عندما جاء الطيب صالح ايام الفترة الحزبية اواخر عام 1988 وكان ينزل مع صديقه د. عثمان محمد الحسن المحاضر بجامعة الخرطوم في المقرن. التقيت به واجريت معه حوارا نادرا نشر في الزميلة نجوم الكورة التي كنت مديرا لتحريرها قبل تأسيس قوون عام 1990 تحدث الطيب صالح عن البداية والمؤثرات وتأثير الغربة واجواء الاعياد والاعراس وحتي الطهور او ختان الاطفال وحلقات الذكر والمديح وكيف انه مغرم باولاد حاج الماحي. وكذا عشقه للطمبور والفنان النعام آدم.

{ وتحدث يومها عن صديقه الشاعر صلاح احمد ابراهيم وكيف انه يعيش قصيدته التي يتغني بها الفنان عثمان حسين خاصة المقطع الذي يقول فيه: ولما نالوا مرماهم جفوني وقالوا حبي جنون

{ تحدث يومها الطيب صالح عن شخصيات اثرت في حياته وقال انه رجل الاعمال والصناعة صديقه فتح الرحمن البشير له الرحمة وكان له اكبر الادوار في هجرته الى لندن والتحاقه بهيئة الاذاعة البريطانية بعد اجتيازه المعاينات.

{ وتحدث الطيب صالح عن ذكرياته في الجامعة وكيف كان مبرزا في جميع المواد وعندما ياتي الاختبار يكون حائرا مابين العلمي والادبي. وتحدث الطيب صالح ايضاً عن فترته في التدريس في رفاعة وكرم وضيافه اهلها ويذكر دائماً صديقه الفنان التشكيلي عثمان وقيع الله.

{ تحدث الطيب صالح في ذلك الحوار النادر عن حبه وولعه بكرة القدم والدوري الانجليزي وعن اصدقائه في هذا المجال ذلكم المعلق الرياضي اللبناني اكرم صالح.

{ كان الطيب صالح فخوراً بقريته كرمكول وأظنه من اوائل الناس الذين اطلقوا علي النيل عندما يمر بتلك القرية (المنحني).

{ معرفتي بالطيب صالح منذ ان كان ياتي الى الشمالية كرمكول في اجازاته انه مولع بالقراءة ، لايفارقه الكتاب اطلاقاً ولهذا فهو عندما يكتب يكتب عن دراية وحتى وقت قريب كان منزل الاسرة او والده بكرمكول يعج بعدد كبير من الكتب والمطبوعات وربما ننفرد عبر الكتاب الذي نتأهب لاصداره للقطات مصورة لتلك الكتب وذلك المنزل الذي شهد مولد ونبوغ هذا الكاتب والذي ارتبط ايضا ببورتسودان ودراسته بها، وكذلك وجود شقيقته الوحيدة علوية محمد صالح حيث كان يزورها بحكم وجود والدته عائشة حموده معها بعد رحيل الوالد الحاج محمد صالح احمد المنشاوي.

{ وبالمناسبة صديقه الراحل تاج السر محمد نور والذي قال فيه عند رحيله قولته الشهيرة (ما اوسع الحزن، وما اضيق الكلمات) هو زوج شقيقته علوية وفي نفس الوقت فان الراحل تاج السر محمد نور هو ابن عمته رحمة صالح احمد المنشاوي لهم الرحمة جميعا.

{واعتقد عشاق ادب الطيب صالح علي موعد وقطعة نثرية وادبية لصديقه بروفيسور حسن ابشر الطيب عبر الكتاب الذي نخطط لاطلاقه خلال الايام القادمة ليثري المكتبة السودانية بجانب العديد من المقالات والمواقف والمشاهد المصورة.

{ اديبنا الراحل الطيب صالح وكما قلت بجانب حبه الشديد للقراءة فانه وفي العديد من المجالس وبرغم علمه وادراكه كان يميل ويحب الاستماع اكثر من الحديث وكان الشاعر يعنيه بقوله:

وتراه يصغي للحديث بقلبه وبعقله وهو ادري به..

{ وللاديب الطيب صالح الكثير من المواقف فعندما كان يتحاور مع احد الادباء الذي قال له انكم شعب غريب كيف تفسر لي الحديث الذي تقولونه: هذا الشخص بيتكلم ساكت!! فكان رد الطيب صالح وكأنه الفيلسوف الاعظم اي انه يتكلم كالساكت.. وفي رواية اخري انه كلامه لا فائدة منه!!!

لحن الختام

{ نشطت العديد من الدوائر بمناسبة مرور الذكري الاولي لرحيله وبتوصية من نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه اطلق اسمه علي شارع اوماك الذي يمتد من تقاطع عبيد ختم مع شارع الستين ويفصل بين الرياض وامتداد ناصر ويتميز هذا الشارع بعد تحديثه باشجار النخيل وبالفعل وضعت وعلي الفور علي جنباته اللوحات التي تحمل اسمه وتتابعون عبر الصفحة الخاصة لذكري رحيل الطيب صالح صورة حديثة لهذا الشارع.

{ في البحرين حيث يوجد شقيقه مولانا بشير محمد صالح نظم المثقفون هناك تأبينا شارك فيه عدد من ادباء ومفكري وشعراء السودان، وكما جاء في تغطية قوون وابراز العناوين انه جعل المنامة لا تنام ثلاثة ايام.

{ وفي الخرطوم اطلق الفيلم التسجيلي الوثائقي (رجل من كرمكول) ومن خلاله تحدث الكثيرون عن ادبه وذكراه.

{ وفي الطريق ومن كرمكول ايضا فيلم وثائقي اخر من انتاج كرمكول للانتاج الفني والاخ اسامة سعيد خالد واخراج قاسم ابو زيد وبطولة شكسبير.

{ بعد رحيله نشطت العديد من الدوائر والجماعات الادبية واصدروا العديد من الكتب والملفات التي تخلد سيرته العطرة وبعض مما كتب عنه توثيقا واثراء للمكتبة السودانية.

{ رحم الله اديبنا الطيب صالح والذي رفع اسم السودان عاليا هذا الاديب الذي استحق كل الالقاب التي اطلقت عليه واميزها عبقري الرواية العربية.

{ من اكثر المتأثرين برحيل اديبنا الراحل الطيب صالح اسرتنا الكريمة والوالد احمد السيد عبد الرحمن امد الله في ايامه فهو ابن خالته، والوالدة ابنة عمه .

{ ومن اعمامه الاحياء لم يبق الا الحاج عباس صالح احمد المنشاوي وهو موجود الان في بورتسودان.

{ ومن اصدقاء الطيب صالح ابن عمه محمد علي حمزة ويتذكر ان الطيب صالح عندما استدعي لوزارة الاستعلامات في السودان حضر ومعه زوجته الاسكتلندية جوليا لاول مرة وكانت بصحبتهما ابنتهما ذات الثلاثة ايام فقط زينب تقريبا اواخر الستينات.

{ وللطيب صالح عدد كبير من ابناء العمومة منتشرون ما بين الشمالية كرمكول والخرطوم وبورتسودان والسعودية وقوشابي.

{ له الرحمة والمغفرة.. انا لله وانا اليه راجعون.