أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
samahaa - 1639 | ||||
أحمد حمد - 1356 | ||||
ست البنات شمس الحق - 1121 | ||||
همس القلوب - 992 | ||||
عاشق الريال - 983 | ||||
الطيب البشير - 980 | ||||
messi2011 - 865 | ||||
ابوبكربشيرمساعد - 822 | ||||
ronny_only - 795 | ||||
الساحرة الصغيرة - 746 |
المواضيع الأكثر نشاطاً
الاستهزاء بالدين
صفحة 1 من اصل 1
الاستهزاء بالدين
حين يذكر الاستهزاء بالدين وأهله : يتبادر إلى الذهن سؤال بتعجب : لماذا هذا الاستهزاء ؟ ولماذا هذه السخرية ؟! .
ألسنا على الحق ؟ ألسنا من استجاب لداعي الله وآمن به ؟! .
فلماذا يسخر الناس بنا وبديننا ؟!! .
وللإجابة على ذلك أقول : إن للاستهزاء بواعث وعوامل انطوت على نفوس الهازلين الساخرين ، لعل من أهم هذه البواعث والأسباب ما يلي :
1) الكره والحقد من الملأ لهذا الدين العظيم : فإن الله – سبحانه وتعالى – جعل هذا الإسلام طريقاً وحيداً فريداً لصلاح الدنيا والآخرة (( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقون )) سورة الأنعام آية : 153 . فهذا الدين ينشئ الحياة من جديد ، نشأة فريدة ، على نمط فريد عما عهده الناس .
إنه يقلب موازين الجاهلية ، لينشئ – بإذن الله – في هذه الحياة أمة متميزة في كل شئ ، متميزة في فكرها وشعورها ، وسلوكها ، وموازينها ، ومن ثم فإن هذا الأمر لن تقابله الجاهلية – في القديم أو الحديث – بسهولة وترحاب !! كلا بل ستعانده وتقاومه بكل ما أوتيت من قوة ، وبكل حقد وكراهية .
إنها تفعل ذلك ( وهي عالمة بما فيه من الحق والخير ، وبأنه هو الذي يقوِّم ما أعوج من شؤون الحياة ، وتكرهه لأنها حريصة على هذا العوج لا تريد تقويمه ، وتود أن تبقى الأمور على اعوجاجها ولا تستقيم . تكرهه لأنها هي الجاهلية .. وهو الإسلام ) (11) .
قال – تعالى - : (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )) سورة فصلت ، آية : 17 .
(( لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم * قال الملأ من قومه إنا لنراك في ظلال مبين )) سورة الأعراف ، آية : 59 – 60 .
(( وإلى عاد أخاهم هوداً قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون * قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة )) سورة الأعراف ، آية : 65 – 66 .
(( ولوطاً إذا قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون * وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )) سورة الأعراف ، آية : 80 – 82 .
إن هذا الكره الذي تصبه الجاهلية على دين الله وعلى الملتزمين به نابع من : (( خشيتها على كيانها ومصالحها وشهواتها وانحرافاتها من النور الجديد ، فهي تحس في دخيلة نفسها مقدار ما انحرفت عن الحق ، وحكمت الهوى واستسلمت للشهوات ، وتحس مقدار ما تحرمها العقيدة الصحيحة حين تحكم الأرض من مصالح ومنافع وشهوات اختلستها اختلاساً في غيبة النور ... يستوي في ذلك الذين استكبروا والذين هم مستضعفون ، فلكل في الجاهلية مصالح ومنافع وشهوات يحرص عليها )(12) .
وحين أرسل الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس بهذا الدين حرر الناس من عبودية البشر وعُبّدوا لله الواحد الأحد ، ومن ثم أصبح الولاء لله وحده ، وليس للعشيرة أو القبيلة كما كان ولاء الجاهلية ، هذا الأمر قد أزعج الملأ الذين يريدون أن يكون الولاء لأشخاصهم وليس لله وحده .
ويأتي بعد الملأ طبقات متعددة من الأمة تكره هذا الدين وتستخدم سلاح السخرية والاستهزاء لمعارضة هذا الدين وأهله ، ومن هؤلاء كتاب وقصاصون وإذاعيون وفنانون ونساء فاجرات متحررات من كل فضيلة ، وأصحاب خمور ومخدرات وغيرهم وغيرهم . يفعلون ذلك لأن عملهم قائم على التجارة المحرمة التي إذا قام دين الله جفف ذلك المستنقع القذر الذي يعيشون في وحله ويتكاثرون في دنسه (13) . إن الحرص الشديد لأعداء الله على طمس وتشويه صورة الإسلام الناصعة أمر لا يجادل فيه إلا مكابر ، لذا لا غَرْوَ إذا استخدمت السخرية والهزء سلاحاً فتاكاً لتشويه هذه الصورة ونشر الضباب المعتم على وجهها المشرق ، ولكن الله مُتِمُّ نورِهِ ولو كره الكافرون .
2) ومن بواعث الاستهزاء :
النقمة على أهل الخير والصلاح : (( إنهم أناس يتطهرون )) سورة الأعراف ، آية : 82 . فمن المعلوم أن أهل الشر والفساد يزعجهم ويعكر صفو باطلهم وما هم عليه ذلك الطهر والعفاف الذي يتحلى به الأخيار ، لهذا يسعى أولئك المفسدون إلى تشويه سمعة أهل الخير ، ويسخرون منهم ويغمزونهم (( إنهم أناس يتطهرون )) فعلى منطق هؤلاء المفسدين لا بد من تحويل المجتمع كله إلى مجتمع رذيلة وسقوط ودنس ، أما أن يبقى في الأمة أصحاب طهر وعفة فهذا أمر لا يطيقه الأشرار (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) . سورة البروج ، آية : 8 .
3) ومن بواعث الاستهزاء والسخرية : الفراغ وحب الضحك على الآخرين :
فإن الإنسان حين يفقد الهدف الأسمى الذي من أجله جاء لهذه الحياة ، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، حين يفقد ذلك يحس – ولا شك – بفراغ قاتل في حياته ، لذا سرعان ما يتجه لدروب الشيطان التي تملأ عليه الفراغ ، ولو كان ذلك بالاستهزاء بالله وآياته ، ورسوله ، والمؤمنين ، وبعض النفوس المريضة لا تتلذذ إلا بالضحك على الناس والاستهزاء بهم ، والسخرية بخلقتهم وأفعالهم ، والافتراء عليهم ، وقد حذر المصطفى صلى الله عليه وسلم من هذا الخلق ، فقال في الحديث الصحيح : " وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله – تعالى – ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة " (14) .
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الضاحك المضحك الهازل بقوله صلى الله عليه وسلم : " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم . ويل له ويل له " (15) . وفي المسند : " إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليضحك بها جلساءه يهوي بها من أبعد من الثريا " (16) .
أرأيت هذه النصوص العظيمة من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إنها تصور واقع كثير من الهازلين المستهزئين المضحكين ، يختلقون الأكاذيب وأساليب الغمز واللمز بالمؤمنين والمؤمنات ليضحك أحدهم ويضحك الآخرين ، وكم ضاحك بملء فيه والله ساخط عليه ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
4) ومن بواعث الاستهزاء :
الكبر والنظر للنفس بالعجب والإكبار ، وللغير بالمهانة والاحتقار ، وقد ضرب الله على ذلك أمثلة في كتابه العزيز منها ما في سورة الكهف في قصة الرجلين حيث قال أحدهما للآخر : (( أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً )) سورة الكهف ، آية : 34 . وفي هذا الخلق المذموم يقول العلامة السفاريني : (( المستهزئ بغيره يرى فضل نفسه بعين الرضا عنها ، ويرى نقص غيره بعين الاحتقار ، إذ لو لم يحتقر غيره لما سخر منه ))(17) . ثم يقول : (( كل من افتخر على إخوانه واحتقر أحداً من أقرانه وإخوانه أو سخر أو استهزأ بأحد من المؤمنين ، فقد باء بالإثم والوزر المبين )) (18) . وخلق الكبر الممزوج بالاستهزاء بالغير من أخلاق فرعون قال الله – تعالى – عنه إنه قال عن نبي الله موسى – عليه السلام - : (( أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين )) سورة الزخرف ، آيه 52 .
يقول العلامة ابن كثير : (( وهذا الذي قاله فرعون – لعنه الله – كذب واختلاق ، وإنما حمله هذا على الكفر والعناد ، وهو ينظر إلى موسى – عليه السلام – بعين كافرة شقية ، وقد كان موسى – عليه السلام – من الجلالة والعظمة والبهاء في صورة يبهر أبصار ذوي الألباب . وقوله : ( مهين ) كذب ، بل هو المهين الحقير خلقة وخلقاً وديناً ، وموسى هو الشريف الرئيس الصادق البار الراشد )) (19) .
(( وعند الجماهير الساذجة الغافلة لا بد أن يكون فرعون الذي له ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحته خيراً من موسى – عليه السلام – ومعه كلمة الحق ومقام النبوة ودعوة النجاة من العذاب الأليم )) (20) .
إن حب الظهور والرياء والسمعة على حساب الآخرين خلق من أخلاق ذوي السخرية والاستهزاء وأصحاب النفوس المريضة ، فهم كالنباتات السامة الضارة التي تتسلق على الأشجار الباسقة والثمرات الطيبة لتفسدها وتشوه صورتها .
ولهذا لا غرابة أن نجد أصحاب الكبر والإعجاب بالنفس يتخلقون بخلق السخرية وغمز ولمز المؤمنات لما انطوت عليه تلك النفوس الشريرة .
5) ومن بواعث الاستهزاء :
التقليد الأعمى لأعداء دين الله ، حدث هذا في الماضي ، فقال الله فيهم : (( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون * أتواصوا به بل هم قوم طاغون )) سورة الذاريات ، آية : 52 – 53 .
( كأنما تواصوا بهذا الاستقبال على مدار القرون ، وما تواصوا بشيء إنما هي طبيعة الطغيان وتجاوز الحق والقصد تجمع بين الغابرين واللاحقين ) (21) .
ويحدث هذا في الحاضر ممن مسخت عقولهم وفتنوا بالحضارة الغربية ، ذلك أن انبهارهم بزيف وبريق هذه الحضارة وضحالة فكرهم ، وقلة ثقافتهم بدينهم ، جعلهم ينعقون بالسخرية والاستهزاء بدين الله وأحكامه وشرائعه وسنن نبيه صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت أو سمعت يهودياً أو صليبياَ يهزأ بشرع الله ويقول : إن رجم الزاني فيه وحشية وقسوة وجدت له تابعاً وإمَّعَةً من أبناء المسلمين يردد بسخرية مقالة ذلك العدو الأصلي ، وإن أردت مزيد إيضاح فتأمل موقف هؤلاء المقلدة من المخترعات الغربية وغيرها ، تجدهم يمجدونها وينبهرون بها ، وإذا ذكرت السنن النبوية ومعجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمور الشرعية التي يعجز العقل البشري عن إدراكها ، سمعت منهم الغمز واللمز ، والاستهزاء (( أتواصوا به بل هم قوم طاغون )) وقد قال ربنا عن هؤلاء المقلدة إنهم قالوا : (( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون )) سورة الزخرف ، آية : 23 .
6) ومن بواعث الاستهزاء :
حب الدرهم والدينار وتحصيل المال بأي صورة كانت ولو أدى ذلك إلى الكفر بالله !! .
ونلحظ هذا الأمر في طائفة ( الممثلين ) في العصر الحاضر الذين يقدمون للناس أفلاماً ومسرحيات هزلية ، ويستجلبون الضحكات وكل ذلك ليرتزقوا من وراء هذا العمل الدنس ، ولهذا لا تعجب وأنت تقرأ في الصحافة عن الأرقام الضخمة التي تصرف لهؤلاء المهرجين والهازلين المشهورين بهذه المهنة . فقد أصبحت السخرية وإضحاك الآخرين فناً وبطولة ونجومية عند من لا يعقلون !!! والأدهى من ذلك أن بعض الذين يعلقون يعجبون بهذا السفه ويرددونه في مجالسهم ومنتدياتهم !! هذه أهم البواعث في نظري وقد يكون هناك أمور أخرى لا تخفى – إن شاء الله على فطنة القارئ الجاد .
ألسنا على الحق ؟ ألسنا من استجاب لداعي الله وآمن به ؟! .
فلماذا يسخر الناس بنا وبديننا ؟!! .
وللإجابة على ذلك أقول : إن للاستهزاء بواعث وعوامل انطوت على نفوس الهازلين الساخرين ، لعل من أهم هذه البواعث والأسباب ما يلي :
1) الكره والحقد من الملأ لهذا الدين العظيم : فإن الله – سبحانه وتعالى – جعل هذا الإسلام طريقاً وحيداً فريداً لصلاح الدنيا والآخرة (( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقون )) سورة الأنعام آية : 153 . فهذا الدين ينشئ الحياة من جديد ، نشأة فريدة ، على نمط فريد عما عهده الناس .
إنه يقلب موازين الجاهلية ، لينشئ – بإذن الله – في هذه الحياة أمة متميزة في كل شئ ، متميزة في فكرها وشعورها ، وسلوكها ، وموازينها ، ومن ثم فإن هذا الأمر لن تقابله الجاهلية – في القديم أو الحديث – بسهولة وترحاب !! كلا بل ستعانده وتقاومه بكل ما أوتيت من قوة ، وبكل حقد وكراهية .
إنها تفعل ذلك ( وهي عالمة بما فيه من الحق والخير ، وبأنه هو الذي يقوِّم ما أعوج من شؤون الحياة ، وتكرهه لأنها حريصة على هذا العوج لا تريد تقويمه ، وتود أن تبقى الأمور على اعوجاجها ولا تستقيم . تكرهه لأنها هي الجاهلية .. وهو الإسلام ) (11) .
قال – تعالى - : (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )) سورة فصلت ، آية : 17 .
(( لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم * قال الملأ من قومه إنا لنراك في ظلال مبين )) سورة الأعراف ، آية : 59 – 60 .
(( وإلى عاد أخاهم هوداً قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون * قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة )) سورة الأعراف ، آية : 65 – 66 .
(( ولوطاً إذا قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون * وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )) سورة الأعراف ، آية : 80 – 82 .
إن هذا الكره الذي تصبه الجاهلية على دين الله وعلى الملتزمين به نابع من : (( خشيتها على كيانها ومصالحها وشهواتها وانحرافاتها من النور الجديد ، فهي تحس في دخيلة نفسها مقدار ما انحرفت عن الحق ، وحكمت الهوى واستسلمت للشهوات ، وتحس مقدار ما تحرمها العقيدة الصحيحة حين تحكم الأرض من مصالح ومنافع وشهوات اختلستها اختلاساً في غيبة النور ... يستوي في ذلك الذين استكبروا والذين هم مستضعفون ، فلكل في الجاهلية مصالح ومنافع وشهوات يحرص عليها )(12) .
وحين أرسل الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس بهذا الدين حرر الناس من عبودية البشر وعُبّدوا لله الواحد الأحد ، ومن ثم أصبح الولاء لله وحده ، وليس للعشيرة أو القبيلة كما كان ولاء الجاهلية ، هذا الأمر قد أزعج الملأ الذين يريدون أن يكون الولاء لأشخاصهم وليس لله وحده .
ويأتي بعد الملأ طبقات متعددة من الأمة تكره هذا الدين وتستخدم سلاح السخرية والاستهزاء لمعارضة هذا الدين وأهله ، ومن هؤلاء كتاب وقصاصون وإذاعيون وفنانون ونساء فاجرات متحررات من كل فضيلة ، وأصحاب خمور ومخدرات وغيرهم وغيرهم . يفعلون ذلك لأن عملهم قائم على التجارة المحرمة التي إذا قام دين الله جفف ذلك المستنقع القذر الذي يعيشون في وحله ويتكاثرون في دنسه (13) . إن الحرص الشديد لأعداء الله على طمس وتشويه صورة الإسلام الناصعة أمر لا يجادل فيه إلا مكابر ، لذا لا غَرْوَ إذا استخدمت السخرية والهزء سلاحاً فتاكاً لتشويه هذه الصورة ونشر الضباب المعتم على وجهها المشرق ، ولكن الله مُتِمُّ نورِهِ ولو كره الكافرون .
2) ومن بواعث الاستهزاء :
النقمة على أهل الخير والصلاح : (( إنهم أناس يتطهرون )) سورة الأعراف ، آية : 82 . فمن المعلوم أن أهل الشر والفساد يزعجهم ويعكر صفو باطلهم وما هم عليه ذلك الطهر والعفاف الذي يتحلى به الأخيار ، لهذا يسعى أولئك المفسدون إلى تشويه سمعة أهل الخير ، ويسخرون منهم ويغمزونهم (( إنهم أناس يتطهرون )) فعلى منطق هؤلاء المفسدين لا بد من تحويل المجتمع كله إلى مجتمع رذيلة وسقوط ودنس ، أما أن يبقى في الأمة أصحاب طهر وعفة فهذا أمر لا يطيقه الأشرار (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) . سورة البروج ، آية : 8 .
3) ومن بواعث الاستهزاء والسخرية : الفراغ وحب الضحك على الآخرين :
فإن الإنسان حين يفقد الهدف الأسمى الذي من أجله جاء لهذه الحياة ، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، حين يفقد ذلك يحس – ولا شك – بفراغ قاتل في حياته ، لذا سرعان ما يتجه لدروب الشيطان التي تملأ عليه الفراغ ، ولو كان ذلك بالاستهزاء بالله وآياته ، ورسوله ، والمؤمنين ، وبعض النفوس المريضة لا تتلذذ إلا بالضحك على الناس والاستهزاء بهم ، والسخرية بخلقتهم وأفعالهم ، والافتراء عليهم ، وقد حذر المصطفى صلى الله عليه وسلم من هذا الخلق ، فقال في الحديث الصحيح : " وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله – تعالى – ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة " (14) .
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الضاحك المضحك الهازل بقوله صلى الله عليه وسلم : " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم . ويل له ويل له " (15) . وفي المسند : " إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليضحك بها جلساءه يهوي بها من أبعد من الثريا " (16) .
أرأيت هذه النصوص العظيمة من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إنها تصور واقع كثير من الهازلين المستهزئين المضحكين ، يختلقون الأكاذيب وأساليب الغمز واللمز بالمؤمنين والمؤمنات ليضحك أحدهم ويضحك الآخرين ، وكم ضاحك بملء فيه والله ساخط عليه ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
4) ومن بواعث الاستهزاء :
الكبر والنظر للنفس بالعجب والإكبار ، وللغير بالمهانة والاحتقار ، وقد ضرب الله على ذلك أمثلة في كتابه العزيز منها ما في سورة الكهف في قصة الرجلين حيث قال أحدهما للآخر : (( أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً )) سورة الكهف ، آية : 34 . وفي هذا الخلق المذموم يقول العلامة السفاريني : (( المستهزئ بغيره يرى فضل نفسه بعين الرضا عنها ، ويرى نقص غيره بعين الاحتقار ، إذ لو لم يحتقر غيره لما سخر منه ))(17) . ثم يقول : (( كل من افتخر على إخوانه واحتقر أحداً من أقرانه وإخوانه أو سخر أو استهزأ بأحد من المؤمنين ، فقد باء بالإثم والوزر المبين )) (18) . وخلق الكبر الممزوج بالاستهزاء بالغير من أخلاق فرعون قال الله – تعالى – عنه إنه قال عن نبي الله موسى – عليه السلام - : (( أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين )) سورة الزخرف ، آيه 52 .
يقول العلامة ابن كثير : (( وهذا الذي قاله فرعون – لعنه الله – كذب واختلاق ، وإنما حمله هذا على الكفر والعناد ، وهو ينظر إلى موسى – عليه السلام – بعين كافرة شقية ، وقد كان موسى – عليه السلام – من الجلالة والعظمة والبهاء في صورة يبهر أبصار ذوي الألباب . وقوله : ( مهين ) كذب ، بل هو المهين الحقير خلقة وخلقاً وديناً ، وموسى هو الشريف الرئيس الصادق البار الراشد )) (19) .
(( وعند الجماهير الساذجة الغافلة لا بد أن يكون فرعون الذي له ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحته خيراً من موسى – عليه السلام – ومعه كلمة الحق ومقام النبوة ودعوة النجاة من العذاب الأليم )) (20) .
إن حب الظهور والرياء والسمعة على حساب الآخرين خلق من أخلاق ذوي السخرية والاستهزاء وأصحاب النفوس المريضة ، فهم كالنباتات السامة الضارة التي تتسلق على الأشجار الباسقة والثمرات الطيبة لتفسدها وتشوه صورتها .
ولهذا لا غرابة أن نجد أصحاب الكبر والإعجاب بالنفس يتخلقون بخلق السخرية وغمز ولمز المؤمنات لما انطوت عليه تلك النفوس الشريرة .
5) ومن بواعث الاستهزاء :
التقليد الأعمى لأعداء دين الله ، حدث هذا في الماضي ، فقال الله فيهم : (( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون * أتواصوا به بل هم قوم طاغون )) سورة الذاريات ، آية : 52 – 53 .
( كأنما تواصوا بهذا الاستقبال على مدار القرون ، وما تواصوا بشيء إنما هي طبيعة الطغيان وتجاوز الحق والقصد تجمع بين الغابرين واللاحقين ) (21) .
ويحدث هذا في الحاضر ممن مسخت عقولهم وفتنوا بالحضارة الغربية ، ذلك أن انبهارهم بزيف وبريق هذه الحضارة وضحالة فكرهم ، وقلة ثقافتهم بدينهم ، جعلهم ينعقون بالسخرية والاستهزاء بدين الله وأحكامه وشرائعه وسنن نبيه صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت أو سمعت يهودياً أو صليبياَ يهزأ بشرع الله ويقول : إن رجم الزاني فيه وحشية وقسوة وجدت له تابعاً وإمَّعَةً من أبناء المسلمين يردد بسخرية مقالة ذلك العدو الأصلي ، وإن أردت مزيد إيضاح فتأمل موقف هؤلاء المقلدة من المخترعات الغربية وغيرها ، تجدهم يمجدونها وينبهرون بها ، وإذا ذكرت السنن النبوية ومعجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمور الشرعية التي يعجز العقل البشري عن إدراكها ، سمعت منهم الغمز واللمز ، والاستهزاء (( أتواصوا به بل هم قوم طاغون )) وقد قال ربنا عن هؤلاء المقلدة إنهم قالوا : (( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون )) سورة الزخرف ، آية : 23 .
6) ومن بواعث الاستهزاء :
حب الدرهم والدينار وتحصيل المال بأي صورة كانت ولو أدى ذلك إلى الكفر بالله !! .
ونلحظ هذا الأمر في طائفة ( الممثلين ) في العصر الحاضر الذين يقدمون للناس أفلاماً ومسرحيات هزلية ، ويستجلبون الضحكات وكل ذلك ليرتزقوا من وراء هذا العمل الدنس ، ولهذا لا تعجب وأنت تقرأ في الصحافة عن الأرقام الضخمة التي تصرف لهؤلاء المهرجين والهازلين المشهورين بهذه المهنة . فقد أصبحت السخرية وإضحاك الآخرين فناً وبطولة ونجومية عند من لا يعقلون !!! والأدهى من ذلك أن بعض الذين يعلقون يعجبون بهذا السفه ويرددونه في مجالسهم ومنتدياتهم !! هذه أهم البواعث في نظري وقد يكون هناك أمور أخرى لا تخفى – إن شاء الله على فطنة القارئ الجاد .
soso11- شقلاوي جديد
- المشاركات : 53
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 14/10/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى