التعرف على جثة تم دفنها في مقبرتين في حادث طريق شريان الشمال بواسطة الحمض النووي

كشفت فحوصات الحمض النووي (DNA) بالمعامل الجنائية عن اثنين من جثث شهداء حادث البص النيسان الذي اصطدم مع الدفار واستشهد العشرات من ركابه جراء اشتعال النيران التي شبت في المركبتين بالكيلو 31 بطريق شريان الشمال.
وتعود تفاصيل الحادث البشع الى مطلع اكتوبر الماضي حيث اصطدم البص النيسان (سفريات زمراوي) عندما كان في طريقه من الشمالية منطقة اردوان بالمحس الى مدينة امدرمان في حوالي الساعة التاسعة مساء ، بعربة دفار (جامبو) كانت في طريقها الى منطقة القولد بالولاية الشمالية وعقب الاصطدام اندلع حريق هائل في البص والدفار اصيب من جرائه العديد من الركاب واستشهد العشرات داخل البص والدفار ، وكان الحريق من الدرجة الخامسة ، وقد سارعت قوات شرطة المرور السريع وقوات الدفاع المدني لانقاذ الركاب وتحويل الجثث التي تحولت الى كتل فحمية للمشرحة . وقد قامت المعامل الجنائية بالتنسيق مع المرور السريع ومع الجهات الطبية ومشرحة امدرمان بترقيم الجثث المحترقة والمتفحمة و تم دفنها عبر الارقام التي كانت من 4 الى 19 بمقابر الامير بامبدة.
وقد تعرفت المعامل الجنائية على جثة الشهيد جلال الدين عبد المجيد التي تم دفنها على مقبرتين بالارقام 16 و 17 ، كما تعرفت المعامل على جثة والدته يمن سليمان احمد من خلال الفحوصات التي جرت لاسرته في المعامل ، وقد طارت (الدار) الى منزل الشهيد جلال الدين عبد المجيد حيث فجر ابناؤه مفاجأة بان والدهم كان يعمل في النشرة الجوية بتلفزيون السودان ، واكد ابنه عبد المجيد جلال الدين بان والدهم سافر الى والدته بمنطقة اردوان بالمحس بالولاية الشمالية قبل اسبوع من استشهاده وذلك لإحضار والدته المريضة التي تحتاج لبعض الفحوصات للخرطوم ، وعقب وصوله الى منطقة اردوان اتصل بالوالدة مؤكد بانه سيحضر بعد اسبوع.
وقال عبد المجيد في يوم الحادث اتصل بنا من الشمالية مؤكدا حضوره وظللنا في انتظاره مع جدتنا التي كانت ترافقه حتى الثالثة صباحا ومن ثم اتصلنا بالشمالية حيث اكدوا لنا عبر الهاتف بان البص تأخر في منطقة كرمة.
المفاجأة المحزنة
في الصباح الباكر اتصل جدي كمال سليمان احمد وقال بان جدتي يمن استشهدت

وعن والدنا قال بانه في المستشفى . وبدأنا رحلة البحث ما بين المستشفى والمرور والمشرحة ومن ثم الى المقابر ، بعد ان اكد لنا سائق البص (ميسرة) وهو من الاسرة عندما قال لنا والدكم توفى لانه كان راكبا بجواري في البص. اما جدتي يمن فكانت في المقاعد الخلفية في البص واصبحنا في حيرة من امرنا لان هنالك بعض المفقودين كما علمنا والفضل في ذلك يعود للمعامل الجنائية فقد ذهبنا الى المسؤولين من قادة الشرطة وقاموا بالفحص النووي وتم ارساله الى المعامل وهناك كانت المفاجأة بان والدي قد دفن في مقبرتين 16 و 17 بمقابر الامير بام بدة وقد تم التعرف على جثة جدتي بالمقبرة رقم (5) . ووالدنا كان يعمل في شركة الالبان بحلة كوكو.
محمد ابن الشهيد جلال الدين قال بانه ترك الدراسة واصبح يعمل فني كهرباء سيارات وقال وهو في غاية الحزن والاسى بان علاقته مع والده كانت علاقة مميزة يسودها الود والمحبة فقد كانت معاملته لهم معاملة اصدقاء . وعن تكوين الاسرة قال بانهم ستة اشقاء ثلاثة ابناء وثلاث بنات وان والدهم كان على علاقة حميمة معهم.
وصية غالية
وواصل محمد بان والده الشهيد جلال الدين قبل سفره بيوم ظل يوصيه على البيت ووالدته واخوانه واخواته وقبل السفر ذهبنا معه الى منزل خالتي باعتباره بجوار الموقف وقضينا ليلة كانت من اروع الليالي مع الاسرة وفي الساعة الثالثة صباحا ودعناه حتى البص وغادرنا.
ابنه الصغير سليمان جلال الدين التقت به (الدار) وهو يدرس في الصف السابع بمدرسة الفارابي بالحاج يوسف ، اخرجناه من دائرة الحزن ودردشنا معه في الرياضة وقد تحدث عن حبه الكبير لنادي الهلال.
عبد المجيد: علاقاته مميزة
واختتم ابنه الكبير عبد المجيد حديثه بان والدهم صاحب علاقات مميزة مع كلالناس وخاصة اصدقائه من الصغار والكبار وقد فقدوه في الحي قبل ان نفقده نحن ابنائه ، وقال بان والدهم في السابق كان يعمل في استخبارات الجيش القطري وقبلها كان يعمل مذيعا في النشرة الجوية بتلفزيون السودان وعاد الى السودان في عام 2002م

يسلمووو