ماذا بعد السيل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل توجد حلول للمتضررين؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من طرف محسيه وافتخر الإثنين أغسطس 31, 2009 9:02 am

(10282) أسر متضررة من السيول في ولاية الخرطوم
متضررون: السيول حولتنا الى مشردين ونازحين
الوضع الصحي ينذر بحدوث كارثة بيئية
المسئولون تجولوا بيننا لأيام ثم اختفوا!!

(10282) أسرة بولاية الخرطوم ومحلياتها تضررت من السيول والأمطار التي اجتاحت الولاية في الآونة الاخيرة منها (6593) أسرة بشرق النيل، ارقام تحكي لنا قصة محزنة ومأساوية تعيشها تلك الأسر التي فقد أغلبها المأوى وتحول بين ليلة وضحها الى ساكني خيام بعد ان انهارت منازلهم واصبحوا حبيسي تلك الخيام في معسكرات انشئت على عجل. وتوافدات القيادات التنفيذية والتشريعية من ولاية الخرطوم الى مواقع الاحداث في محليات الخرطوم- ام درمان (منطقة البنك العقاري) – محلية جبل اولياء – ومحلية شرق النيل الأكثر ضرراً يصحب ذلك معونات غذائية وطبية وايوائية وجهود لمعالجة الوضع المتردئ منذ اكثر من ثلاثة اسابيع، وفي أقل من عشر ساعات أحالت السيول والفيضانات مواطني منطقة البادراب ام ضوا بان الى مشردين ونازحين بعد أن دمرت منازلهم بالكامل.
خرير مياه السيول الجارفة لم تترك أرضاً يابسة لاحفاد الشيخ ودبدر المشهورين بتقابة القرآن، لاقامة الحولية التي تنقر فيها (النوبة) وسط التهليل والتكبير، فام ضوابان التي كانت هناك يربض اهلها الآن داخل خيام صغيرة متراصة على جانب الطريق المعبد (شارع الظلط) في انتظار ما تقدمه لهم الحكومة ومنظمات المجتمع المدني من اعانات ودعومات لا تفي بالغرض.
* ثم ماذا بعد؟!
أكثر من ثلاثة أسابيع مرت دون ان يلوح في الأفق حل لمعاناتهم. مجموعة من الأطفال وجدناهم بالقرب من احدى الخيام في منطقة السمرة على مدخل ام ضواً بان يفترشون الارض ولسان حالهم يقول متى نعود الى ممارسة حياتنا بشكلها الطبيعي قبل ان يجرف السيل منازلنا التي كانت تضمنا في داخلها وحكى احدهم قائلا وهو يشير الى انقاض التلال هنا كان منزلنا المكون من (4) غرف كنا نلهو داخل الحوش ولكن الان تبدل الحال لا لهو ولا غرفة تضمنا انا واخوي ووالدي.
وظلت عيناه البريئتان مسمرتان هناك حيث كان منزل ذويه. وشكت صبية حالها لطوب الارض بعد ان تبدل كل شيء في حياتها حيث تقول (كنا مجموعة من الصبية (أولاد وبنات) لا نعرف شيئاً في هذه الحياة سوى الذهاب الى المدرسة والعودة الى المنزل واللهو ولكن الآن اصبحنا امام المسئوليات وتحديات كبيرة كانت بعيدة عن اهتمامنا نحن الاطفال فبدلاً من اخذ الماء من المواسير اصبحنا نذهب لمسافات بعيدة للحصول على الماء وليت الأمر توقف هنا فقد تعطلة الدراسة لأيام خلت واصبحنا لا نفكر الا في كيفية قضاء النهار مع الذباب الذي لا يتركنا في حالنا الا في المساء لينوب عنه في الازعاج الناموس الذي يحول ساعات الليل الى عذاب مقيم.
* صور يشيب لها الرأس:
يكفي ان تتجول في أم ضواً بان ومعسكرات المتضررين يمين ويسار (الزلط) الرئيسي تمتلئ الذاكرة بالعديد من الصور والملامح والمشاهد التي قد يشيب لها الرأس، فالناس هنا فقدوا كل شيء سوى الامل بعد ان فقدوا المأوى في أقل من عشر ساعات، يقول عبد الله محمد (انهار منزلي جراء السيول والامطار الاخيرة التي اجتاحت المنطقة واحالت حياتنا الى ما لا ندري، حقيقة لا ادري ماذا اقول بالرغم من ان منزلي مبني بالمواد البلدية من طين وعرش بلدي لكن ذلك المنزل المنهار الذي لم يبق منه سوى هذه (العروق) وتحول الى كومة تراب، تم بناؤه قبل اكثر من عشرين عاماً ولكنني الآن لا استطيع ان ابني غرفة واحدة ناهيك عن اعادة بناء المنزل بكامله، كما كان سابقاً قبل الفيضان نسبة للتكلفة العالية لمواد البناء حتى اذا كان البناء بالمواد المحلية من طين وعرش بلدي فهو يكلف اكثر من مليون ونصف المليون، فمن أين لي هذا المبلغ)؟!.