أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
samahaa - 1639 | ||||
أحمد حمد - 1356 | ||||
ست البنات شمس الحق - 1121 | ||||
همس القلوب - 992 | ||||
عاشق الريال - 983 | ||||
الطيب البشير - 980 | ||||
messi2011 - 865 | ||||
ابوبكربشيرمساعد - 822 | ||||
ronny_only - 795 | ||||
الساحرة الصغيرة - 746 |
المواضيع الأكثر نشاطاً
تاريخ المحس
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ المحس
القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي أرسل صلاح الدين الأيوبي حملتين على بلاد النوبة فافتتحها واستولى على حصن إبريل.
وفي هذا القرن عاش الملك حسن بن الملك أحمد بن الملك عامر بن عبد الكريم المذكور آنفا.
قلت: وهنا يلفت النظر ظهور عبارة الملك التي لحقت باسم عامر وهي عبارة يتوارثها أهل النسب من محس الوسط على وجه الخصوص. وفي بعض الروايات عندهم أنه الملك عامر بن الملك عبد الكريم. أي أن عبد الكريم هو أول ملك. فلماذا لم يذكر هذا اللقب قبلهما في سلسلة الأنساب المتوارثة، وقد علمنا أن جامع سكر هو أول من نصب ملكا على إمارة السكراب. هل كانت هذه إمارة صغيرة تحت سلطان الملك المسيحي ليس لها شأن ثم أصبح لها شأن في عهد عامر؟ أم أن الملك عامر له إنجاز كبير استدعى أنه اشتهر بهذا اللقب دون من سبقه من الملوك؟ أم نفترض أن رواية موسوعة الأنساب والقبائل السودانية أن الملك كان في أولاد سكر هي الصحيحة، ثم نبني على ذلك أن الملك انتقل من أبناء سكر إلى أبناء جامع بداية بعامر؟ وهل لكل ذلك علاقة بحملات صلاح الدين الأيوبي العسكرية على بلاد النوبة، والتي ربما أثرت على موازين القوى بين المسلمين والنصارى في بلاد النوبة؟ كلها أسئلة تحتاج لبحث. وأنا أتركها كما هي.
وفي القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي غزا الدمادم – وهم حفاة عراة – بلاد الحبشة والنوبة عند خروج التتر إلى العراق، فعاثوا فيها ثم رجعوا[1].
وفيه حصلت صراعات بين ملك النوبة مرتشكين وابن أخيه داود الذي انتزع منه الملك فاستعان مرتشكين بسلطان مصر الذي أرسل حملة في عام 675هـ دخلت بلاد النوبة وأعادته إلى الملك على جزية وشروط. ثم أرسل السلطان قلاوون سنة 686 هـ حملة استنفر لها العربان أولاد أبي بكر وأولاد عمر وأولاد شريف وأولاد شيبان و أولاد كنز الدولة وجماعة من الغرب وبني هلال. فاستولت على بلاد النوبة ثم انسحبت على أن يدفع النوبة الضريبة[2].
وفي أول هذا القرن أو آخر القرن السابق لهذا القرن عاش الملك جامع بن الملك حسن بن الملك أحمد بن الملك عامر المذكور آنفا. وتذكر رواية لسلسلة نسب المحس استخرجت من الكتب خانة المصرية عام 1958م أن هذا الجامع هو جامع سكر. قلت: وقد وجدت أن هذا هو يروج عند محس الشمال، غير أني وجدت بعد سؤال كثير منهم أنهم جميعا يرجعون ذلك إلى الوثيقة المذكورة آنفا.
وسلسلة نسب محس الوسط تضع جامع سكر حيث وضعته أنا سابقا، ومما يرجح روايتهم غير أنهم ورثوا ذلك أنه مثبت في كتاب بديعة الزمان في أنساب الهاشمية والعربان لمؤلفه النسابة الصديق أحمد حضرة المولود في عام 1797م والمتوفي في عام 1918م. ولهذا فأنا أظن أن روايته أقدم من الوثيقة المصرية والتي لا أدري متى وضعت في الكتب خانة المصرية، غير أن المتوقع أن تكون قد وضعت في فترة الحكم التركي المصري للسودان الذي دخل السودان في عام 1821م، وبهذا يتضح أن الصديق أحمد حضرة قد عاش 23 عاما من عمره قبل دخول الترك السودان وقد كان رجلا نسابة ولا شك أنه أخذ هذا العلم عن أجداده وآبائه الذين عاشوا قبل هذا الفترة بزمن. والصديق أحمد حضرة من أهل شنبات ووالده أحمد المقب حضرة هو جد الحضراب. وإذا أضفنا إلى ذلك الكشف الأثري السابق الذكر عن مملكة السكراب رجح ذلك رواية محس الوسط عن تاريخ وجود جامع سكر.
قلت: وجامع المذكور أخيرا -وأعني به الملك جامع بن الملك حسن بن الملك أحمد –هو من ينتسب إليه جميع المحس الذين يحتفظون بأنسابهم اليوم. ومنه يبدأ تفرع شجرة الأنساب.
وقد وجدت عند بعض الإخوة في الشمال نسبا لبعض العوائل من السكراب ينسبون فيه أنفسهم لسكر بن حسن بن أحمد بن عامر[3] أي أن سكر على حسب أنسابهم هو أخ لهذا الجامع المذكور في هذا القرن وهذا ينسف الرواية التي تزعم أن لسكر بنات فقط. وهو بالإضافة لما ذكرناه -من أن جميع أنساب المحس اليوم تنتهي إلى هذا الجامع- يقوي جدا ويرجح رواية محس الشمال في مكان جامع سكر من سلسلة النسب.
وتذكر رواية أهلنا في الشمال أن الملك جامع قد توج ملكا على المحس في جبل سيسة الذي يقع في سدلة بعد أن قتل الملك المسيحي الذي كان يتخذه مقرا له، أو بعد أن تزوج ابنته. اضطربت الروايات. ومعلوم أن النوبة كانوا يورثون الملك لابن الأخت وابن البنت[4] ،غير أني أرجح أنه قتله، لأنه توجد عند أهلنا في الشمال روايات عن حروب ومعارك دارت بين المحس المسلمين وحكام جبل سيسة المسيحيين من النوبة. ولكن من هو ملك جبل سيسة المسيحي. هل هو ملك النوبة؟ لا أظن، لأن ملك النوبة معروف أن عاصمته دنقلا. ومعروفة أيضا أسماء حكام النوبة الذين عاشوا في هذه الفترة ولن أطيل بذكرهم. ولهذا فأنا أرجح أن يكون حاكم جبل سيسة واليا لملك دنقلا. أو ربما كانت إمارة مستقلة تحت حكم الملك المسيحي في دنقلا.
وهل استفاد الملك جامع من ظروف تدخل حكام مصر في بلاد النوبة في هذه الفترة، فاستعان بهم باعتبارهم مسلمين وعدوهم المشترك مسيحيون ؟ وهل هو الذي قتل ملك سيسة أم إنه جامع سكر؟ ولماذا تنتهي كل سلاسل أنساب المحس المعروفة اليوم إليه؟ هل لأنه المؤسس الأول لمملكة المحس؟ يمنع من هذا أنه ابن ملوك على حسب رواية محس الوسط. أم لأنه الذي أحرز المجد وانتصر على الملك المسيحي فاهتم أبناؤه بنسبهم إليه دون غيرهم من الذين أهملوا أنسابهم فضاعت؟ أم لأنه فعلا جد كل المحس وهو الذي قدم إلى بلاد النوبة محتفظا بنسبه مسلسلا غير متفرع؟ يمنع من ذلك أنه ملك -وهذا يعني أنه يوجد من ملّكه- وكل ما سبق من الروايات والتاريخ.
قلت: وهنا أمر مقلق بالنسبة لصحة هذا النسب، والحقيقة أنه سؤالان: لماذا لا نجد تفرعا في سلسلة نسب الملك جامع قبله ما داموا قد ولدوا وعاشوا في السودان على حسب الروايات الشفوية؟ ولماذا يرطن المحس إذاً ما داموا عربا ولا يتكلمون العربية كإخوانهم من القبائل العربية السودانية؟ أما السؤال الأول فإن ما ذكرناه عن ما كشفه علم الآثار من وجود مملكة السكراب بالتاريخ المذكور ينفي ما يوحيه هذا السؤال من أن هذه النسبة ملفقة. ولعل أنساب أحفاد الفروع فوق جامع قد ضاعت ولم يولها أحد اهتماما بقدر نسب الملك.
وأما عن السؤال الثاني فلعل السبب هو أن أجداد المحس قد جاءوا قبل غيرهم من العرب كأفراد - واحد أو سبعة كما ذكرنا – وعاشوا في بيئة غير عربية وتزاوجوا مع النوبة مما أدى إلى رطانة أبنائهم وأحفادهم. أما غيرهم من القبائل العربية فقد جاءت عبر هجرات قبائل وبطون كبيرة متأخرة، وأكثر هذه الهجرات في القرن الذي يلي هذا كما سنذكره. ولهذا فلم تنطبق عليهم الشروط التي أدت إلى رطانة المحس.
وما دام الأمر كما ذكرنا من منطقية الأنساب المتوارثة فإننا نقبلها ما دمنا لا نجد ما يدعو لرفضها لأن الناس مؤتمنون على أنسابهم. ولا يحق لنا الطعن فيها بغير بينة.
قلت: وقد ذكر لي بعض أهلنا في الشمال أن سبب هجرة أجداد المحس من مراغة إلى سدلة غزو تعرضوا له من قبل الطوارق القادمين من الصحراء الكبرى. وقد ذكرنا أن هذا القرن تعرضت فيه بلاد النوبة لغزو الدمادم الذين عاثوا فيها فسادا، فلربما كان الدمادم هم سبب الهجرة لا الطوارق وربما يكون الملك جامع هو الذي نقل المقر من مراغة إلى سدلة في هذا القرن ، بدلا من أن يكون جامع سكر. ويكون هذا هو سبب الحروب المذكورة. لكن هذا يعكر عليه ما أثبته علم الآثار من أن مقر مملكة السكراب كان في سدلة. وأما من هم الدمادم المذكورون فلا أدري من هم، غير أن الصديق حضرة ذكر في كتابه المذكور آنفا أن أم درمان قديما كانت تسمى أرض الدمادم[5].
قلت: وقد أنجب الملك جامع ستة أبناء هم: الملك سعد والملك مكن والملك جلال والملك ناصر وحسن وحسين. هكذا يعرفهم محس الوسط. وأما أهلنا في الشمال فقد وجدناهم لا يعرفون الأولين الملك سعد والملك مكن.
أما عن كيف يكون أربعة من أبناء الملك ملوكا. فما علمناه من رحلتنا إلى ديار المحس أن الملك جلال نازع الملك ناصر ملكه وتمكن من إزاحته، فرحل الملك ناصر إلى ديار الشايقية ثم تجمع أنصاره وقتلوا الملك جلال وأعادوا أخاه الملك ناصر إلى الحكم.
وتوجد منطقة في شمال السودان اسمها مك الناصر كان يمتد إليها حكم الملك ناصر. وأما الملك سعد والملك مكن فلا أدري كيف ملكا، وربما ملكا قبل ناصر وجلال وربما كانا واليين حيث أن عرف المحس أن يلقبوا بكلمة (أرو) التي تعني الملك الولاة كما يلقبون بها الملك نفسه.
وتذكر بعض روايات أهل جزيرة آرتميري الذين قابلناهم في رحلتنا أن الملك جامع سكن مع أبنائه في جزيرة آرتميري التي توصل إليها طريق جامع نُتِّي (ومعناها سكة جامع) المعروفة الآن وهي بين شَدَّة وسُدلة شمال الأولى، وكان ذلك بسبب أن المكان في سدلة كان غابة بها وحوش –ضباع وذئاب وغيرها- فسكنوا الجزيرة ليأمنوا. وينكر أهل سدلة أن يكون الملك جامع سكن آرتميري ويقولون إنه إنما كان يكثر الاختلاف إليها عبر السكة المذكورة. والجزيرة مقسمة على أربعة أقسام أحفاد جلال يسكنون غربها وحسن شمالها وناصر في الوسط وحسين في الجنوب. وقد كان يسكن فيها أيضا الخلاصاب في منطقة بيشِكّي الجنوبية الغربية من آرتميري. وقد خرجوا منها واتجهوا إلى مشيرفة ويسمون أيضا بيشاب، وهم أبناء خلاص بن أبي عيسى بن عراب بن بيبش بن عبد الرحمن بن وري بن بادق بن محمد بنعدنان بن سكر (أخي جامع) بن حسن بن أحمد بن عامر.
وهنا سؤال: لماذا لا يعرف محس الشمال الملكين سعد ومكن؟ لا أدري.
وقد عاش في هذا القرن أيضا – وهو القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي- الملك علي برسي بن الملك حمد بن الملك مكن بن الملك جامع. ولعله كان واليا ولم يكن الملك الأكبر للمحس لأنه معاصر للملك ناصر بن دياب بن الملك ناصر بن الملك جامع وقد استمر الملك في أحفاد الملك ناصر مما يرجح أنه هو ملك المحس.
ورغم أن أهلنا في الشمال لا يعرفون الملك مكن إلا أنه توجد منطقة فيها جبل يعرف بجبل علي برسي.. فهل سمي هذا الجبل على الملك علي برسي حفيد الملك مكين أم أنه علي برسي آخر؟ سنعود إلى هذا.
قلت: وفي هذا القرن عاش محمد محسن المنتسبة إليه قبيلة المحس بن الملك سعد بن الملك جامع. المذكور سابقا. وقيل بل: محمد محسن بن الملك مرزوق بن الملك سعد بن الملك جامع. غير أن الأشهر هي الرواية الأولى وهي التي أوردها الصديق حضرة. وأيضا عاش فيه زايد بن محمد محسن الآنف الذكر.
أما لماذا انتسبت القبيلة إلى محمد محسن رغم أنه ليس جدهم جميعا بل وبيت الملك الذي تسلسل منه آخر ملوك مملكة المحس ليس من ذريته. فلا أدري له سببا. ولعله كان رجلا ذا شأن. أو أن أحفاده كانوا ذوي شأن فانتسب الكل إليهم. الله أعلم.
وأما عن كلمة (محس) فقد بحثت عنها في قواميس اللغة فوجدت في لسان العرب أنه يقال مَحَسَ الجلد إذا دبغه. وقد رأيت بعض الباحثين يخلطها مع كلمة الحمس ويصرفها من الحماس لينتهي إلى أن معناها الشجاع المقدام في الحرب. قلت: وهذا لا يصح لغةً.
قلت: ولقد ظننت في البداية أن اسم محمد محسن تصحيف في الكتابة وأن الاسم الصحيح هو محمد (محس) أي أن (محس) لقب له. والسبب في ذلك أنه لا يمكن في العربية النسبة إلى محسن : محسي. وهذا بيّن. غير أني بعد رحلتنا إلى الشمالية وبعد أن سمعت بأذني كيف يلفظ أهلنا الرطانة في الشمالية كلمة (محسي) تبين لي أنهم يلفظونها بطريقة قريبة جدا من كلمة محسن فهم يقولون محمد (ماسِّ). قلت: فلعل نطقهم هو أصل النسبة إلى كلمة محسن ثم أن المتعربين من محس الوسط نطقوها محس أو محسي. وبهذا الشكل يزول الإشكال، والذي كان سببه أن كل الروايات وأشجار النسب القديمة والوثائق المتوارثة وكتب الأنساب تذكر أنه محمد محسن فكيف يكون ذلك تحريفا عن كلمة محس؟!.
وسنواصل إن شاء الله تعالى ...
وفي هذا القرن عاش الملك حسن بن الملك أحمد بن الملك عامر بن عبد الكريم المذكور آنفا.
قلت: وهنا يلفت النظر ظهور عبارة الملك التي لحقت باسم عامر وهي عبارة يتوارثها أهل النسب من محس الوسط على وجه الخصوص. وفي بعض الروايات عندهم أنه الملك عامر بن الملك عبد الكريم. أي أن عبد الكريم هو أول ملك. فلماذا لم يذكر هذا اللقب قبلهما في سلسلة الأنساب المتوارثة، وقد علمنا أن جامع سكر هو أول من نصب ملكا على إمارة السكراب. هل كانت هذه إمارة صغيرة تحت سلطان الملك المسيحي ليس لها شأن ثم أصبح لها شأن في عهد عامر؟ أم أن الملك عامر له إنجاز كبير استدعى أنه اشتهر بهذا اللقب دون من سبقه من الملوك؟ أم نفترض أن رواية موسوعة الأنساب والقبائل السودانية أن الملك كان في أولاد سكر هي الصحيحة، ثم نبني على ذلك أن الملك انتقل من أبناء سكر إلى أبناء جامع بداية بعامر؟ وهل لكل ذلك علاقة بحملات صلاح الدين الأيوبي العسكرية على بلاد النوبة، والتي ربما أثرت على موازين القوى بين المسلمين والنصارى في بلاد النوبة؟ كلها أسئلة تحتاج لبحث. وأنا أتركها كما هي.
وفي القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي غزا الدمادم – وهم حفاة عراة – بلاد الحبشة والنوبة عند خروج التتر إلى العراق، فعاثوا فيها ثم رجعوا[1].
وفيه حصلت صراعات بين ملك النوبة مرتشكين وابن أخيه داود الذي انتزع منه الملك فاستعان مرتشكين بسلطان مصر الذي أرسل حملة في عام 675هـ دخلت بلاد النوبة وأعادته إلى الملك على جزية وشروط. ثم أرسل السلطان قلاوون سنة 686 هـ حملة استنفر لها العربان أولاد أبي بكر وأولاد عمر وأولاد شريف وأولاد شيبان و أولاد كنز الدولة وجماعة من الغرب وبني هلال. فاستولت على بلاد النوبة ثم انسحبت على أن يدفع النوبة الضريبة[2].
وفي أول هذا القرن أو آخر القرن السابق لهذا القرن عاش الملك جامع بن الملك حسن بن الملك أحمد بن الملك عامر المذكور آنفا. وتذكر رواية لسلسلة نسب المحس استخرجت من الكتب خانة المصرية عام 1958م أن هذا الجامع هو جامع سكر. قلت: وقد وجدت أن هذا هو يروج عند محس الشمال، غير أني وجدت بعد سؤال كثير منهم أنهم جميعا يرجعون ذلك إلى الوثيقة المذكورة آنفا.
وسلسلة نسب محس الوسط تضع جامع سكر حيث وضعته أنا سابقا، ومما يرجح روايتهم غير أنهم ورثوا ذلك أنه مثبت في كتاب بديعة الزمان في أنساب الهاشمية والعربان لمؤلفه النسابة الصديق أحمد حضرة المولود في عام 1797م والمتوفي في عام 1918م. ولهذا فأنا أظن أن روايته أقدم من الوثيقة المصرية والتي لا أدري متى وضعت في الكتب خانة المصرية، غير أن المتوقع أن تكون قد وضعت في فترة الحكم التركي المصري للسودان الذي دخل السودان في عام 1821م، وبهذا يتضح أن الصديق أحمد حضرة قد عاش 23 عاما من عمره قبل دخول الترك السودان وقد كان رجلا نسابة ولا شك أنه أخذ هذا العلم عن أجداده وآبائه الذين عاشوا قبل هذا الفترة بزمن. والصديق أحمد حضرة من أهل شنبات ووالده أحمد المقب حضرة هو جد الحضراب. وإذا أضفنا إلى ذلك الكشف الأثري السابق الذكر عن مملكة السكراب رجح ذلك رواية محس الوسط عن تاريخ وجود جامع سكر.
قلت: وجامع المذكور أخيرا -وأعني به الملك جامع بن الملك حسن بن الملك أحمد –هو من ينتسب إليه جميع المحس الذين يحتفظون بأنسابهم اليوم. ومنه يبدأ تفرع شجرة الأنساب.
وقد وجدت عند بعض الإخوة في الشمال نسبا لبعض العوائل من السكراب ينسبون فيه أنفسهم لسكر بن حسن بن أحمد بن عامر[3] أي أن سكر على حسب أنسابهم هو أخ لهذا الجامع المذكور في هذا القرن وهذا ينسف الرواية التي تزعم أن لسكر بنات فقط. وهو بالإضافة لما ذكرناه -من أن جميع أنساب المحس اليوم تنتهي إلى هذا الجامع- يقوي جدا ويرجح رواية محس الشمال في مكان جامع سكر من سلسلة النسب.
وتذكر رواية أهلنا في الشمال أن الملك جامع قد توج ملكا على المحس في جبل سيسة الذي يقع في سدلة بعد أن قتل الملك المسيحي الذي كان يتخذه مقرا له، أو بعد أن تزوج ابنته. اضطربت الروايات. ومعلوم أن النوبة كانوا يورثون الملك لابن الأخت وابن البنت[4] ،غير أني أرجح أنه قتله، لأنه توجد عند أهلنا في الشمال روايات عن حروب ومعارك دارت بين المحس المسلمين وحكام جبل سيسة المسيحيين من النوبة. ولكن من هو ملك جبل سيسة المسيحي. هل هو ملك النوبة؟ لا أظن، لأن ملك النوبة معروف أن عاصمته دنقلا. ومعروفة أيضا أسماء حكام النوبة الذين عاشوا في هذه الفترة ولن أطيل بذكرهم. ولهذا فأنا أرجح أن يكون حاكم جبل سيسة واليا لملك دنقلا. أو ربما كانت إمارة مستقلة تحت حكم الملك المسيحي في دنقلا.
وهل استفاد الملك جامع من ظروف تدخل حكام مصر في بلاد النوبة في هذه الفترة، فاستعان بهم باعتبارهم مسلمين وعدوهم المشترك مسيحيون ؟ وهل هو الذي قتل ملك سيسة أم إنه جامع سكر؟ ولماذا تنتهي كل سلاسل أنساب المحس المعروفة اليوم إليه؟ هل لأنه المؤسس الأول لمملكة المحس؟ يمنع من هذا أنه ابن ملوك على حسب رواية محس الوسط. أم لأنه الذي أحرز المجد وانتصر على الملك المسيحي فاهتم أبناؤه بنسبهم إليه دون غيرهم من الذين أهملوا أنسابهم فضاعت؟ أم لأنه فعلا جد كل المحس وهو الذي قدم إلى بلاد النوبة محتفظا بنسبه مسلسلا غير متفرع؟ يمنع من ذلك أنه ملك -وهذا يعني أنه يوجد من ملّكه- وكل ما سبق من الروايات والتاريخ.
قلت: وهنا أمر مقلق بالنسبة لصحة هذا النسب، والحقيقة أنه سؤالان: لماذا لا نجد تفرعا في سلسلة نسب الملك جامع قبله ما داموا قد ولدوا وعاشوا في السودان على حسب الروايات الشفوية؟ ولماذا يرطن المحس إذاً ما داموا عربا ولا يتكلمون العربية كإخوانهم من القبائل العربية السودانية؟ أما السؤال الأول فإن ما ذكرناه عن ما كشفه علم الآثار من وجود مملكة السكراب بالتاريخ المذكور ينفي ما يوحيه هذا السؤال من أن هذه النسبة ملفقة. ولعل أنساب أحفاد الفروع فوق جامع قد ضاعت ولم يولها أحد اهتماما بقدر نسب الملك.
وأما عن السؤال الثاني فلعل السبب هو أن أجداد المحس قد جاءوا قبل غيرهم من العرب كأفراد - واحد أو سبعة كما ذكرنا – وعاشوا في بيئة غير عربية وتزاوجوا مع النوبة مما أدى إلى رطانة أبنائهم وأحفادهم. أما غيرهم من القبائل العربية فقد جاءت عبر هجرات قبائل وبطون كبيرة متأخرة، وأكثر هذه الهجرات في القرن الذي يلي هذا كما سنذكره. ولهذا فلم تنطبق عليهم الشروط التي أدت إلى رطانة المحس.
وما دام الأمر كما ذكرنا من منطقية الأنساب المتوارثة فإننا نقبلها ما دمنا لا نجد ما يدعو لرفضها لأن الناس مؤتمنون على أنسابهم. ولا يحق لنا الطعن فيها بغير بينة.
قلت: وقد ذكر لي بعض أهلنا في الشمال أن سبب هجرة أجداد المحس من مراغة إلى سدلة غزو تعرضوا له من قبل الطوارق القادمين من الصحراء الكبرى. وقد ذكرنا أن هذا القرن تعرضت فيه بلاد النوبة لغزو الدمادم الذين عاثوا فيها فسادا، فلربما كان الدمادم هم سبب الهجرة لا الطوارق وربما يكون الملك جامع هو الذي نقل المقر من مراغة إلى سدلة في هذا القرن ، بدلا من أن يكون جامع سكر. ويكون هذا هو سبب الحروب المذكورة. لكن هذا يعكر عليه ما أثبته علم الآثار من أن مقر مملكة السكراب كان في سدلة. وأما من هم الدمادم المذكورون فلا أدري من هم، غير أن الصديق حضرة ذكر في كتابه المذكور آنفا أن أم درمان قديما كانت تسمى أرض الدمادم[5].
قلت: وقد أنجب الملك جامع ستة أبناء هم: الملك سعد والملك مكن والملك جلال والملك ناصر وحسن وحسين. هكذا يعرفهم محس الوسط. وأما أهلنا في الشمال فقد وجدناهم لا يعرفون الأولين الملك سعد والملك مكن.
أما عن كيف يكون أربعة من أبناء الملك ملوكا. فما علمناه من رحلتنا إلى ديار المحس أن الملك جلال نازع الملك ناصر ملكه وتمكن من إزاحته، فرحل الملك ناصر إلى ديار الشايقية ثم تجمع أنصاره وقتلوا الملك جلال وأعادوا أخاه الملك ناصر إلى الحكم.
وتوجد منطقة في شمال السودان اسمها مك الناصر كان يمتد إليها حكم الملك ناصر. وأما الملك سعد والملك مكن فلا أدري كيف ملكا، وربما ملكا قبل ناصر وجلال وربما كانا واليين حيث أن عرف المحس أن يلقبوا بكلمة (أرو) التي تعني الملك الولاة كما يلقبون بها الملك نفسه.
وتذكر بعض روايات أهل جزيرة آرتميري الذين قابلناهم في رحلتنا أن الملك جامع سكن مع أبنائه في جزيرة آرتميري التي توصل إليها طريق جامع نُتِّي (ومعناها سكة جامع) المعروفة الآن وهي بين شَدَّة وسُدلة شمال الأولى، وكان ذلك بسبب أن المكان في سدلة كان غابة بها وحوش –ضباع وذئاب وغيرها- فسكنوا الجزيرة ليأمنوا. وينكر أهل سدلة أن يكون الملك جامع سكن آرتميري ويقولون إنه إنما كان يكثر الاختلاف إليها عبر السكة المذكورة. والجزيرة مقسمة على أربعة أقسام أحفاد جلال يسكنون غربها وحسن شمالها وناصر في الوسط وحسين في الجنوب. وقد كان يسكن فيها أيضا الخلاصاب في منطقة بيشِكّي الجنوبية الغربية من آرتميري. وقد خرجوا منها واتجهوا إلى مشيرفة ويسمون أيضا بيشاب، وهم أبناء خلاص بن أبي عيسى بن عراب بن بيبش بن عبد الرحمن بن وري بن بادق بن محمد بنعدنان بن سكر (أخي جامع) بن حسن بن أحمد بن عامر.
وهنا سؤال: لماذا لا يعرف محس الشمال الملكين سعد ومكن؟ لا أدري.
وقد عاش في هذا القرن أيضا – وهو القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي- الملك علي برسي بن الملك حمد بن الملك مكن بن الملك جامع. ولعله كان واليا ولم يكن الملك الأكبر للمحس لأنه معاصر للملك ناصر بن دياب بن الملك ناصر بن الملك جامع وقد استمر الملك في أحفاد الملك ناصر مما يرجح أنه هو ملك المحس.
ورغم أن أهلنا في الشمال لا يعرفون الملك مكن إلا أنه توجد منطقة فيها جبل يعرف بجبل علي برسي.. فهل سمي هذا الجبل على الملك علي برسي حفيد الملك مكين أم أنه علي برسي آخر؟ سنعود إلى هذا.
قلت: وفي هذا القرن عاش محمد محسن المنتسبة إليه قبيلة المحس بن الملك سعد بن الملك جامع. المذكور سابقا. وقيل بل: محمد محسن بن الملك مرزوق بن الملك سعد بن الملك جامع. غير أن الأشهر هي الرواية الأولى وهي التي أوردها الصديق حضرة. وأيضا عاش فيه زايد بن محمد محسن الآنف الذكر.
أما لماذا انتسبت القبيلة إلى محمد محسن رغم أنه ليس جدهم جميعا بل وبيت الملك الذي تسلسل منه آخر ملوك مملكة المحس ليس من ذريته. فلا أدري له سببا. ولعله كان رجلا ذا شأن. أو أن أحفاده كانوا ذوي شأن فانتسب الكل إليهم. الله أعلم.
وأما عن كلمة (محس) فقد بحثت عنها في قواميس اللغة فوجدت في لسان العرب أنه يقال مَحَسَ الجلد إذا دبغه. وقد رأيت بعض الباحثين يخلطها مع كلمة الحمس ويصرفها من الحماس لينتهي إلى أن معناها الشجاع المقدام في الحرب. قلت: وهذا لا يصح لغةً.
قلت: ولقد ظننت في البداية أن اسم محمد محسن تصحيف في الكتابة وأن الاسم الصحيح هو محمد (محس) أي أن (محس) لقب له. والسبب في ذلك أنه لا يمكن في العربية النسبة إلى محسن : محسي. وهذا بيّن. غير أني بعد رحلتنا إلى الشمالية وبعد أن سمعت بأذني كيف يلفظ أهلنا الرطانة في الشمالية كلمة (محسي) تبين لي أنهم يلفظونها بطريقة قريبة جدا من كلمة محسن فهم يقولون محمد (ماسِّ). قلت: فلعل نطقهم هو أصل النسبة إلى كلمة محسن ثم أن المتعربين من محس الوسط نطقوها محس أو محسي. وبهذا الشكل يزول الإشكال، والذي كان سببه أن كل الروايات وأشجار النسب القديمة والوثائق المتوارثة وكتب الأنساب تذكر أنه محمد محسن فكيف يكون ذلك تحريفا عن كلمة محس؟!.
وسنواصل إن شاء الله تعالى ...
محسيه وافتخر- مشرف
- المشاركات : 662
العمر : 38
الموقع : حلاتا الشقله ونسيما يبرق حلاتا الشقله وطيورا تغرد
العمل/الترفيه : I like to read and search for knowledge
المزاج : Ido not like the mood Because the mood is on causes of paychological factors Iprefer to be normal. and no pressure to Interoduce myself
تاريخ التسجيل : 13/08/2009
رد: تاريخ المحس
السلام عليكم احسنتي اختي المحسية واللة جد زودتينا بي معلومات
رائعة جدا و صراحة انا شخصيا كنتة اجهل البعض منها يديك العافية
جد معلومات رائعة جدا جدا
رائعة جدا و صراحة انا شخصيا كنتة اجهل البعض منها يديك العافية
جد معلومات رائعة جدا جدا
اميرة الفولاز- المشاركات : 4
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 16/10/2010
رد: تاريخ المحس
جزاك الله خيراً أخت محسية وأفتخر على هذه المعلومات ولكن على حسب معلوماتي المتواضعة أن محمد محس حضر للسودان مع عبد الله بن ابي السرح
الذي وولاه عثمان بن عفان بزمن خلافته إمارة الصعيد، ثم ولي مصر بعدها في سنة 27هـ، وفي مدة ولايته فتح فتوحاً عظيمة في بلاد النوبة والسودان سنة 31 من الهجرة، وعقد عهداً بينه وبين ملك النوبة بأن يؤمَّن التجار ويحافَظ على المسجد الذي بناه المسلمون في دنقلة
ويقال أنه أي محمد محس خزرجي يرجع نسبه الى أبي بن كعب بن قيس بي عبيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو من الخزرج
تقبلي مروري
الذي وولاه عثمان بن عفان بزمن خلافته إمارة الصعيد، ثم ولي مصر بعدها في سنة 27هـ، وفي مدة ولايته فتح فتوحاً عظيمة في بلاد النوبة والسودان سنة 31 من الهجرة، وعقد عهداً بينه وبين ملك النوبة بأن يؤمَّن التجار ويحافَظ على المسجد الذي بناه المسلمون في دنقلة
ويقال أنه أي محمد محس خزرجي يرجع نسبه الى أبي بن كعب بن قيس بي عبيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو من الخزرج
تقبلي مروري
رد: تاريخ المحس
يسلمووووووو
مشكور
مشكور
همس القلوب- مشرف قسم كلمات الاغاني
- المشاركات : 992
العمر : 28
الموقع : الشقلة
العمل/الترفيه : النت
المزاج : 100%
تاريخ التسجيل : 25/03/2011
مواضيع مماثلة
» نسب المحس
» تاريخ .....واساطير
» القذافي _ تاريخ رجل _
» أعظم قصة حب في تاريخ الصين
» مثلث برمودا .. صور .... تاريخ ..... اخبار
» تاريخ .....واساطير
» القذافي _ تاريخ رجل _
» أعظم قصة حب في تاريخ الصين
» مثلث برمودا .. صور .... تاريخ ..... اخبار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى